الدوام بعد اجازة العيد

معظم الناس- موظفين، طلاب مدارس، طلاب جامعات- يجدون صعوبة في العودة الى العمل او الدراسة بعد الاجازات الطويلة- خاصة التي تكون اكثر من 5 ايام.

مثلا الاجازة التي خرجنا منها مؤخرا… بدأت يوم الخميس مساء و انتهت بنهاية يوم الثلاثاء- يعني 5 ايام بالتمام و الكمال.

يوم الاربعاء هو يوم دوام رسمي- طبعا لما تشوف الشوارع بتلاقيها فاضية، الموظفين اخذوا تتمة الاسبوع كاجازة من رصيد اجازاتهم السنوية، الطلاب ايضا لم يذهبوا الى المدارس- إما بقرار من المدرسة (مدارس الخاصة) او بقرار من الاهل او الطالب نفسه ان لا يذهب للمدرسة يومي الاربعاء و الخميس.

المشكلة ليست بمدة الاجازة و لا حتى باعتبار يومي الاربعاء و الخميس (منطقيا) كيوم اجازة، المشكلة الاهم او السؤال الاهم: ما الدافع الذي يدفع اي شخص ان يتقبل و يرغب بالدوام بعد الاجازة؟؟

للأسف، القليل من الناس يجد التوازن بين الراحة و العمل، يعني قليل من الناس يقول بعقله “بكفي 5 ايام راحة، لازم بكرا اروح اشتغل” او “ارتحت من قرف المدرسة 5 ايام، خليني اشوف دراستي و زملائي بعد الاجازة”… طبعا من ينطبق عليهم هذا النوع من التفكير لا يتجاوز 10%

طيب، ليش ما بنحب نداوم؟؟ في ما يلي رأيي الشخصي:

  1. عدم انعكاس أثر العمل (او الدراسة) على الشخص: بمعنى، يقول الشخص بعقله “شو الفايدة اني اشتغلت هاليومين او لأ؟؟” او يقول بعقله “بقدر اعمل اللي بعمله بهاليومين الاسبوع الجاي، ما في شي خطير لازم اعمله”… او “لن اتطور او اكتسب اي خبرة او معرفة جديدة اذ اشتغلت بالهيومين او ما اشتغلت”، او يقول “بنزين مشوار الروحة ع المكتب و الرجعة خسارة بالهيومين”… الخ… يعني اشتغلت او ما اشتغلت مش فارقة- يسري الكلام على الطلاب.
  2. عدم حب طبيعة العمل او الدراسة: للأسف نحن نعمل لنعيش و ليس رغبة منا للعمل سواء كحب للعمل نفسه او للقطاع الذي نعمل به- يعني يمكن ان تجد محاسب مخلص في عمله و لكنه قد يكون يعمل كمحاسب عشان الراتب آخر الشهر او لأنها الشغلة الوحيدة اللي بيفهم فيها و هو في قرارة نفسه يحب ان يعمل في صناعة الالبان و الاجبان مثلا، او يحب ان يكون راقص فلامنجو:) و بالتالي، يجد صعوبة في الذهاب الى الدوام بعد فترة “الخلاص” من الدوام في الاجازة
  3. الروتين في المكتب و المدرسة: نفس الطقوس تمارس يوميا في الشركات و المدارس و الجامعات… تصحى من النوم، تصل الشركة بالازمة، تشرب نسكافيه، تقول “صباح الخير”، بتفتح موضوع بسيط، تبدأ بعمل قائمة بما ستفعل في اليوم (و يكون تقريبا مشابه لما فعلت قبل اسبوع او شهر او سنة) تتعامل مع الموظفين نفسهم… اللي لم تتغير شخصياتهم او افكارهم او حتى ملابسهم… فترة غدا، قهوة و شاي، اجتماعات يعرض كل واحد فيها انه احسن من الكل، صوت عالي من المدراء حبا بالسلطة و فرض الواقع الوهمي، و بالنهاية العودة للبيت… يعني ما في بيسوى الدوام… فـ “لويش اداوم؟؟”

لن نصبح شعب منتج ما دمنا لا نجد انفسنا راغبين بالعمل، و للاسف طبيعة العمل و الاشخاص التي تعمل معهم لن يكونوا “مفصّلين تفصيل” على ذوقك، و للاسف الحياة صعبة و ليست مليئة بالورود و الابتسامات، و لكن الشطارة ان تتقبل الواقع و تتأقلم معه قدر المستطاع- من منا كان يحب ان يذهب للمدرسة؟ يعني ممكن بعض السنين كانت جميلة، و لكن المدرسة و المدرسين و الطلاب و الامتحانات و العلامات شيء ممل و بطيء الحركة و غير عملي في بعض الاحيان- بس بدك تتحمل و تعيش… على قولة الاميركان….. Life is hard, then you die